دعت ورشة حول مشروع الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والهيئة المستقلة للانتخابات المواطنين الى المبادرة بالتسجيل للانتخابات النيابية حفاظا على حقهم في تسجيل اسمائهم في سجلات وجداول الناخبين الجديدة.
واكدت الورشة التي نظمها مركز البديل للدراسات والابحاث بالتعاون مع جمعية الزهور الخيرية في مخيم الشهيد عزمي المفتي اليوم الاربعاء اهمية المشاركة بالعملية الانتخابية والتفاعل معها تعزيزا لروح المواطنة والاسهام بصياغة مفردات المشهد الديموقراطي الاردني انطلاقا من المصالح العليا للوطن التي تستدعي مشاركة الجميع في مواجهة التحديات وترتيب الاولويات للعبور بالأردن نحو خطوات اوسع في المسيرة الإصلاحية الشاملة.
وشدد المشاركون في الورشة على انه لا مجال للتقاعس في هذه المرحلة الهامة والحساسة التي يمر بها الأردن والمنطقة عن اداء الواجب والحق الذي كفله الدستور بالتعبير عن الرأي من خلال صناديق الاقتراع التي تعد نقطة الارتكاز القوية في العملية الديموقراطية.
وقالت رئيس قسم التعاون الدولي والرقابة ورصد الدعاية في الهيئة المستقلة للانتخابات بشرى ابو شحوت ان الهيئة هي ثمرة من ثمار الاصلاح تحظى بشخصية اعتبارية واستقلال مالي واداري يؤهلها للإشراف على الانتخابات بكل نزاهة وشفافية وحياد لاستعادة جوانب الثقة التي فقدت في تجارب انتخابية سابقة.
ونوهت الى ان الهيئة لا تالو جهدا في سبيل تسهيل اجراءات عملية التسجيل والتوسع في فتح مراكز جديدة تسهيلا على المواطنين في الحصول على بطاقاتهم الانتخابية، مشيرة الى ان البطاقة تحمل 21 علامة امنية يصعب اختراقها او تزويرها او التلاعب بها.
واكدت ان العملية الانتخابية في جميع مراحلها ستخضع لرقابة ما يزيد على ثمانية الاف مراقب محلي اضافة الى الهيئات والمنظمات الاقليمية والدولية المعنية بمراقبتها ورصدها، مشيرة الى ان الهيئة تتلقى اقتراحات المواطنين وآرائهم حول عملية التسجيل لحظة بلحظة وتعمل على اتخاذ كل من ما من شأنه التسهيل على المواطنين وتبسيط الاجراءات.
وعرض المدير التنفيذي للمركز جمال الخطيب لجوانب التعاون بين منظمات المجتمع المدني والهيئة المستقلة للانتخابات في اطار المسؤولية المشتركة لإخراج الانتخابات بصورة نقية انسجاما مع دور الهيئات والمنظمات المدنية في رفد الجهود الايجابية المعززة لمسيرة الإصلاح.
وتطرق رئيس جمعية الزهور الزميل عوض الصقر الى دور القطاع الخيري والتطوعي في التفاعل مع الاحداث والاستحقاقات المطروحة على الساحة المحلية وفي مقدمتها دورها التثقيفي والتوعوي بأهمية المشاركة الفاعلة والايجابية في كل ما يهم الوطن وفي مقدمتها المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة باعتبارها تمثل جوهر عملية الاصلاح المنشود.
ودعا المحامي محمد ابو زكي الى علاقة تشاركية اكثر وضوحا وانسجاما بين المجتمع المدني بمنظماته وهيئاته والهيئة المستقلة للانتخابات لتغيير الصورة النمطية السائدة حول معايير النزاهة والشفافية التي تعرضت للتشويه فيما سبق.
وقدم الناشط النقابي والسياسي سمير عويس رؤية حزبية وسياسية في آليات عمل الهيئة عبرت عن الرضا عن معالجة قوانين الهيئة لبعض الاختلالات التي حدثت في السابق، لافتا الى ان الطموح ما يزال قائما بتعاطي آليات عمل الهيئة مع الاحزاب والنقابات ومختلف القوى السياسية بانفتاح اكبر.
ودعا عويس الاحزاب والنقابات الى المشاركة من كافة الجوانب تمهيدا لدور مستقبلي اكبر لها في رسم موازين وملامح وشكل المجالس النيابية القادمة وعدم الالتفات الى دعوات المقاطعة التي من شأنها تأخير عملية الدخول في اصلاح شامل بدأت بوادره بالظهور.
وتحدث الزميل محمد خير بشتاوي عن دور الاعلام في الانتخابات المقبلة ومساهمته في بناء الديموقراطية بناء صحيحا وتراكميا لأن الانتخاب بالنسبة للمواطن يجب ان يفهم على انه قرار سياسي خطير على درجة كبيرة من الاهمية، مستعرضا الادوات التي يمتلكها الإعلام في وضع الحقائق امام المواطن الناخب ولعب دور كبير في تشكيل الراي العام.
واشار الى جملة من القواعد المهنية والاخلاقية التي يجب على وسائل الإعلام الالتزام بها في كل مراحل العملية الانتخابية المرتكزة على معايير الموضوعية والمراقبة والمتابعة ودقة المعلومة وتعظيم الظواهر الايجابية ومعالجة السلبية، داعيا الى نقل المنافسة بين المرشحين من الطابع التقليدي والمناطقي الى المستوى السياسي الوطني.