اختتم مركز البديل للدراسات والأبحاث بالتعاون مع مؤسسة فريدرش إيبرت ورشة عمل «نحو قانون بلديات توافقي» التي نظمها بالخروج بمجموعة من النتائج والتوصيات فيما يتعلق بصلاحيات المجالس البلدية،والنظام الانتخابي للبلديات، بالإضافة لمناقشة اللامركزية والحكم المحلي للبلديات.
وتضمنت التوصيات المرفوعة من المشاركين في الورشة، توفير وتهيئة البيئة التحتية لاستقطاب المستثمرين ومنحهم حوافز مبنية على مساهمة المشروع في القيمة المضافة،علاوة على إنشاء مشاريع واستقطاب رؤوس الأموال وإعداد أرضية مناسبة للتشغيل الاقتصادي.
وطالب المشاركون بتفعيل الدور الرقابي للجهات المعنية، وتعزيز مبدأ الشفافية من خلال المساءلة والمحاسبة، بالإضافة لضرورة تقديم تقارير مدعمة بالوثائق حول انجازات رؤساء المجالس البلدية ومشاريعهم وكشف بالموازنة وتقديم تبرئة ذمة.
كما تطرقت التوصيات إلى أهمية التواصل ما بين بلديات المملكة ومؤسسة تشجيع الاستثمار للتباحث في أسس محددة لجذب الاستثمار لتلك البلديات، وضرورة التوجه نحو إنشاء مشاريع تنموية بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني، واعتماد خبراء متخصصين في الجدوى الاقتصادية وعمل مسح ميداني لواقع البلديات.
وشددت التوصيات أيضا، على التوجه نحو تمكين المرأة في اللامركزية، وتعزيز الكوتا لضمان مشاركتها، والتحرك بنشاط نحو تعميق وزيادة الوعي المجتمعي في مفهوم اللامركزية والحاكمية والحقوق والواجبات وتقوية مفهوم المواطنة، واعتماد الكوتا في المجلس البلدي، وعدم التركيز على المؤهل العلمي في نظام الكوتا الانتخابي.
كما أوصى المشاركون في الورشة، إلى ضرورة إعادة النظر بالمقترحات الجديدة على مسودة قانون البلديات، مطالبين بإلغاء الصوت الواحد في الانتخابات البلدية والبرلمانية، ومراجعة المادة (41) من مسودة القانون المتعلقة بصلاحيات المجالس البلدية، وألا يقل عمر المرشح للانتخابات عن 30 سنة، والاسراع بإدخال المناطق التنموية ومنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ضمن مظلة القانون.
وشددت التوصيات على رفض تغول وزارة الشؤون البلدية على المجالس البلدية من خلال المطالبة بإلغاء المادتين (10,11) والتي تجعل من الوزير ذا سلطة على المجالس، كون هذه المجالس هيئات مستقلة مالياً وإداريا، ولا يتوغل عليها السلطات، وأن تكون البلدية هي التي تأمر الحاكم الإداري وألا يتم التعامل مع المشكلات كردات فعل من خلال الاعتماد الفعلي على الذات بتقديم الخدمات من خلال المجلس البلدي.
وطالبت التوصيات، بفرض رسوم إضافية على الشركات التي تقع في نطاق البلدية، لما تسببه من تلوث بيئي، مما يستدعي مقاومة هذا التلوث عل نفقة البلدية أيضا، في إطار المسؤولية الاجتماعية للشركات، وضرورة إعادة النظر في قانون تنظيم وتراخيص المدن والقرى، والتفريق بين طبيعة المدن والقرى، وأن يتم تنفيذ المزيد من الندوات وورش العمل لمشاركة مزيد من المواطنين في انجاز هذا القانون، وأهمية المشاركة بين وزارة البلديات والمؤسسات المختصة مثل مؤسسة تشجيع الاستثمار ومؤسسة تنمية المناطق التنموية عند وضع قانون البلديات.
واشتملت التوصيات على ضرورة إيصال تشريع توافقي قوي يعمل على تحصين الموارد المالية، والعمل على تدريب وتأهيل البلديات والتنسيق مع الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة، واقتراح عمل مشاريع تخدم البلديات بمختلف المجالات، وإعفاء البلديات من المديونية قبل إقرار مسودة القانون الجديد.
وأوصت أيضا بالتركيز على تأهيل أعضاء المجالس البلدية، والتركيز على المشاريع الإنتاجية، والاعتماد على الخبرة والكفاءة والتجربة والثقافة التطوعية، بالإضافة لدراسة اللامركزية للمجالس البلدية دراسة جادة قبل إطلاقها، واعتماد الموازنة التشاركية في البلديات.
كما طالب المشاركون، أن يكون هناك خبراء لدراسة مسودة القانون وليس من كادر وزارة الشؤون البلدية فقط، كما طالبوا بعدم إدراج الشهادة العلمية، وأن يبقى كل من يقرأ ويكتب أسوة بمجلس النواب، علاوة على ربط الانتخابات البلدية مع الانتخابات النيابية، وان يكون إشراف الهيئة المستقلة على الانتخابات وفق هيكل جديد وتمثيل مؤسسات المجتمع المدني في هذه الهيئة تحقيقاً للنزاهة والشفافية.
كما أشاروا إلى ضرورة معرفة كل بلدية حدودها قبل إقرار هذا القانون، والعمل على حل دمج البلديات، وتأسيس مجلس حكم محلي منفصل عن الدولة، وان يضمن قانون الانتخاب التمثيل النسبي باعتماد القوائم النسبية المفتوحة، وأن تكون الجهة الرقابية لدى السلطة القضائية تحقيقاً للعدالة المنشودة، ومراعاة النسبة والتناسب للسكان في التمثيل البلدي.
يشار إلى أن ابرز المشاركين في الورشة وزير البلديات الأسبق المهندس شحادة ابوهديب، ووزير التنمية السياسية الأسبق المهندس موسى المعايطة، والأمين الأول لحزب حشد عبلة ابوعلبة، ونائب الأمين العام الأسبق لوزارة البلديات المهندس مروان الفاعوري، ورئيس لجنة العمل والتنمية النيابية النائب عدنان السواعير.